إن إلقاء الضَّوء على تجارب الشُّعوب الأخرى لا بد وأَنَّه يُفيد إفادة جمَّة في تطَوُّر وتطوير الحَياة الإجْتِماعيَّة والإقتصادية والسِّياسية، وبخاصَّة إذا كانت هذه الشُّعوب تعيش ظروفًا متقاربة.يمن هذا المنطلق؛ فها أنا ذا بَعد ما يقرب من خَمسين عامًا من المُتَابعة والرصدٌ والبحثُ في اللغة والأدب والفكر والسياسة ومتابعة شتَّى التيارات الفكرية حول الثقافة والحضارة التركية؛ قد وضعتُ بين دفتي هذا الكتاب خُلاصات مُوجَزة عن المِيراث الحضاري الإسلامى للدولة العثمانية وإرهاصات الديمقراطية، والتصالح مع التاريخ والممارسة الديمقراطية، والعِلاقة بين الدِّين والسِّياسة، وأَسْلَمة السِّياسة ممثلة في الأحزاب ذات البرامج الإسلامية. والحوار المجتمعي الذي أدَّى إلي التسامُح والاستماع إلى الآخر حتى وصلنا إلى حزب العدالة والتنمية. حاولت هذه الدراسة أن تُلقى الضوء على نشأة الحزب وبرنامجه في الدورة الأولى لحكمه وأُطر سِياسته الخارجية كما رَسَمها وزير خارجيته «أحمد داود أوغلو».
لم تغفل الدراسة إلقاء بل تسليط الضوء على الطَّفرات التي حققها الحزب في المحافل الداخلية؛ في الاقتصاد والتعليم والفُنون والإعلام والحُريَّات الشَّخْصِيَّة والحكم المَحَلِّى والبَلَدِيَّات، والعِلاَقة مع الجيش بشتى أفرعه وجنرالاته.
